«نبض الخليج»
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنّ استهدافهم لقاعدة “العديد” الجوية الأميركية في قطر، ليس موجّهاً ضد الدوحة، إنّما عملية الاستهداف تندرج ضمن حق الدفاع عن النفس.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مدير مكتب صحيفة “العربي الجديد” في طهران مقابلة مع “عراقجي”، بعد عودته من جولة دبلوماسية بدأها من جنيف ثم إسطنبول فموسكو وأخيراً عشق أباد.
وأوضح “عراقجي” أنّ إيران تحترم سيادة دول الجوار، ولا ترى في الرد على الوجود العسكري الأميركي انتهاكاً لسيادة الدول المستضيفة، مردفاً: “احترامنا سيادة قطر ووحدة أراضيها قائم وثابت، ويجب ألا تفسر أو تؤوّل هذا الإجراء على أنه عدوان عليها”.
“وقف إطلاق النار”
تطرّق “عراقجي” إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بعد 12 يوماً من المواجهات، مشيراً إلى أنّ الاتفاق جاء نتيجة حفاظ إيران على “تفوقها الأخلاقي والمعياري”، محذّراً من أن التنافسات داخل إسرائيل قد تعرقل تنفيذ الاتفاق.
وأضاف أنّ “دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة أظهر فشل إسرائيل في الاستمرار بالحرب”، لافتاً إلى أنّ “الرد الإيراني كان قوياً باستخدام صواريخ (خيبرشكن)، ما دفع تل أبيب إلى طلب وقف القتال عبر وسطاء”.
وبشأن قدرة إيران على الصمود في حال تجدّد الهجوم الأميركي أو الإسرائيلي، شدّد “عراقجي” على أنّ “إيران أثبتت أنها قوية ومتحدة، مع دعم شعبي واسع للحكومة رغم صعوبات الحرب”.
وحول مستقبل البرنامج النووي، قال الوزير الإيراني: إنّ الهجوم سيعزّز إرادة إيران في المضي قدماً، مشيراً إلى أن بلاده قد تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية نتيجة ما وصفه بـ”الانحياز السياسي” في تقاريرها، منتقداً معاهدة عدم الانتشار النووي، قائلاً: إنها لم تحمِ إيران من الاعتداءات.
“لقاء مثمر مع بوتين”
أشار “عراقجي” إلى أنّ الهدف من جولته الدبلوماسية إلى جنيف وإسطنبول وموسكو وعشق أباد، كان “فضح المعتدي وبناء موقف إقليمي ودولي رافض للعدوان”، مشيداً بمواقف الدول الإسلامية والشعوب العربية، التي وصفها بأنها أظهرت تضامناً غير مسبوق مع إيران.
ووصف لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه كان “مثمراً ومهماً”، مشيداً بدعم موسكو لموقف إيران، كما أشار إلى أن لقاءاته مع الأوروبيين في جنيف أسهمت في تعزيز الفهم المتبادل رغم استمرار دعمهم لإسرائيل، مضيفاً أن ما يجري ليس مفاوضات بل “حوار”، لأنّ أوروبا “لا تملك القدرة على تقديم حلول فعلية”.
وكانت إيران قد شنّت، مساء الإثنين الفائت، هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة “العديد” الجوية في قطر، رداً على ما وصفته بـ”العدوان الأميركي”، وأنه نُفّذ بالتنسيق بين الجيش الإيراني والحرس الثوري.
وأكّدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية اعترضت الهجوم بنجاح، ولم تُسجّل أي إصابات، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات احترازية شملت إخلاء القاعدة وتعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتاً.
يُشار إلى أن دولة قطر وجّهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكدت فيها أن الاعتداء الإيراني يُشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي، محذّرة من عواقب استمرار هذا النوع من التصعيد العسكري في المنطقة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية