جدول المحتويات
كتب: هاني كمال الدين
في تحذير طبي جديد يسلط الضوء على كارثة صحية عالمية، كشف الدكتور روسـلان إساييف، الطبيب النفسي وخبير الإدمان ورئيس “عيادة إساييف للطب النفسي والإدمان” في روسيا، أن السيجارة تقصر العمر بمعدل 20 دقيقة في كل مرة تُشعل فيها. ووفقًا لما أدلى به لصحيفة “غازيتا.رو”، فإن هذه البيانات تستند إلى دراسات حديثة تأخذ في الاعتبار أنماط التدخين الحالية والملاحظات السريرية الممتدة لسنوات، ما يجعلها أكثر دقة وموثوقية من أي وقت مضى.
🟦 السيجارة تقصر العمر: 17 دقيقة للرجال و22 دقيقة للنساء
أوضح الدكتور إساييف أن متوسط تقصير الحياة بسبب كل سيجارة يُقدر بـ 17 دقيقة للرجال و22 دقيقة للنساء. هذه الإحصائيات تتجاوز التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى أن كل سيجارة تقصر الحياة بمعدل 11 دقيقة فقط. ويؤكد الطبيب أن هذه الفروقات ناتجة عن دراسات أحدث، اعتمدت على ملاحظات سريرية ومعلومات بيولوجية معمقة تراعي المتغيرات الحديثة في السلوكيات الصحية والتدخينية.
🟦 10 سنوات أقل: الفرق بين المدخنين وغير المدخنين
تشير النتائج إلى أن المدخنين يخسرون في المتوسط 10 سنوات من حياتهم مقارنة بغير المدخنين. وهذه ليست مجرد سنوات تُخصم من النهاية، بل هي سنوات تتسم بسوء جودة الحياة والمرض المزمن والإرهاق الجسدي والنفسي، نتيجة التأثيرات التراكمية للنيكوتين والمواد السامة في التبغ.
🟦 ليس فقط موت مبكر… بل حياة مريضة
يتعدى تأثير التدخين فكرة تقصير العمر فقط، ليصل إلى الإضرار بنوعية الحياة اليومية. فالتدخين يسرّع من ظهور الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكتات الدماغية، والسرطانات بأنواعها، إضافة إلى أمراض الرئة المزمنة والانسداد الرئوي. ويقول الطبيب: “التدخين لا يقتل فحسب، بل يجعل الحياة اليومية أكثر بؤسًا ومعاناة”.
🟦 تأكيد من معاهد صحية عالمية
يدعم المعهد الوطني الأمريكي لمكافحة تعاطي المخدرات (NIDA) هذه البيانات، حيث يشير إلى أن المدخنين الذين تجاوزوا سن الستين لديهم ضعف معدلات الوفاة مقارنة بغير المدخنين، ويموتون في المتوسط قبل أقرانهم بست سنوات. هذا يعزز من مقولة أن السيجارة تقصر العمر وتسرع من الموت المبكر، حتى وإن بدأ الشخص بالتدخين في سنوات متأخرة من حياته.
🟦 لا يزال الوقت مناسبًا للإقلاع
على الرغم من الصورة القاتمة، إلا أن الخبر الجيد هو أن الإقلاع عن التدخين في أي عمر لا يزال مفيدًا. ويؤكد الدكتور إساييف أن التوقف عن التدخين، حتى في عمر متقدم، يمكن أن يزيد من متوسط العمر المتوقع ويحسن جودة الحياة. يقول: “لا يوجد عمر متأخر جدًا للإقلاع عن هذه العادة القاتلة”.
🟦 الإقلاع… معركة طبية لا إرادية فقط
يصحح الطبيب المفهوم الشائع بأن الإقلاع عن التدخين مجرد “قرار شخصي” أو “قوة إرادة”. ويشدد على أن إدمان النيكوتين مرض بيولوجي ونفسي. فالنيكوتين لا يؤثر فقط على الدماغ بل أيضًا على كيمياء الجسم بالكامل، حيث يلعب “النيكوتين الداخلي” دورًا في تنظيم مشاعر الإنسان وسلوكياته. وعند إدخال نيكوتين خارجي – من السجائر – يحدث اضطراب في هذه المنظومة، ما يؤدي إلى الإدمان والتعلق الشديد.
🟦 النيكوتين: مادة تدخل في كل شيء
النيكوتين لا يسبب فقط الإدمان من الناحية النفسية، بل يؤثر على هرمونات الجسم، التمثيل الغذائي، واستجابة الدماغ للمحفزات. ولهذا فإن الإقلاع عن التدخين ليس مجرد رغبة، بل يحتاج إلى تدخل طبي ومنهجي يشمل دعمًا نفسيًا وعلاجًا دوائيًا في كثير من الحالات. ويجب أن يتم هذا تحت إشراف متخصصين، تمامًا كما يحدث في علاج إدمان الكحول أو المخدرات.
🟦 حلول إكلينيكية بديلة
يقترح الطبيب مجموعة من الأساليب للتعامل مع إدمان التدخين تشمل:
-
العلاج السلوكي المعرفي
-
بدائل النيكوتين (مثل اللصقات والعلكة)
-
العلاج الدوائي
-
العلاج الجماعي والدعم المجتمعي
-
تطبيقات وتكنولوجيا للمراقبة الذاتية
ويشدد على أن هذه الوسائل يجب أن تُدمج ضمن خطة علاج فردية مصممة خصيصًا لكل مريض.
🟦 التدخين والمجتمع: تكلفة بشرية واقتصادية
لا تتوقف أضرار التدخين عند حدود الصحة الفردية، بل تتعداها إلى تكاليف اقتصادية هائلة تتحملها الأنظمة الصحية والدول. ففي كل عام، تنفق الحكومات المليارات على علاج أمراض مرتبطة بالتدخين، ناهيك عن الإنتاجية المهدورة والوفاة المبكرة لملايين الأشخاص حول العالم.
🟦 من المسؤول؟
يبقى السؤال المطروح: من يتحمل مسؤولية كل هذا؟ هل هو المدخن وحده؟ أم الشركات المصنعة؟ أم تقصير التوعية؟ يجيب الطبيب: “المسؤولية مشتركة، لكن يجب أن يتحمل صانعو السياسات مسؤوليتهم في سن قوانين صارمة للحد من بيع وترويج التبغ، خصوصًا في الفئات العمرية الشابة”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر