الجرح لا زال ينزف…
كلّما ظننت أنّه التأم، عادت الذكرى تُمرّ عليه بسكينها البارد، وتُعيده نازفًا وكأن شيئًا لم يكن.
لم أجد قطنًا ناعمًا يلفّ نزيفي، ولا يدًا تمسك بي دون أن تُضاعف الألم.
فاخترتُ الملح… لا لأني لا أرجو الشفاء، بل لأني مللت الضمادات الكاذبة، والشفقة الممزوجة بالخذلان.
أضمد جرحي بالملح… لأُعلّم نفسي أن لا أستلذّ الألم، لكن لا أهرب منه أيضًا.
فبعض الجراح يجب أن تؤلمنا بصدق، كي لا نعود لنفس السبب، ولنفس الناس، ولنفس الحماقات.
أُضمده بالملح، لأن النسيان ترفٌ لا يُمنح للقلوب التي أحبت بصدق.
والصبر لا يكفي حين لا يُقابله اعتراف بالوجع.
أُضمده بالملح، لأنني أُدرك أن هناك جراحًا لا تُشفى، لكنها تُعلّمك أن تنجو.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر