«نبض الخليج»
تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لصفحة من كتاب تاريخ الصف الثامن، في المنهاج المدرسي السوري، اشتملت تعديلات جديدة وصفوها بـ “تحريف للحقائق التاريخية”.
التعديلات استهدفت الأدباء والمثقفين العرب الذين أعدموا في السادس من أيار 1916، في دمشق وبيروت، بأمر من الوالي العثماني على سوريا وبلاد الشام حينذاك، جمال باشا الملقّب بـ “السفاح”، حيث وصفتهم بأنهم “عملاء للإنكليز والفرنسيين” و”متآمرين” ضد الدولة العثمانية.
أثارت تلك التوصيفات جدلاً واستهجاناً واسعين لدى فريق كبير من الناشطين، الذين اعتبروها “مغالطات تاريخية تمسّ سمعة شخصيات سورية وطنية”، و”محاولة لتحريف الرواية التاريخية عند السوريين” الذين يصفونهم بـ “شهداء السادس من أيار” ويحتفلون بذكراهم في ذلك اليوم كعيد “شهداء” في كل من سوريا ولبنان.
تأتي هذه الحادثة بعد صدور مرسوم رئاسي حدّد العطل والأعياد الرسمية في سوريا، حيث شطب ذلك المرسوم مناسبة “عيد الشهداء” في 6 أيار من قائمة العطل الرسمية.
جمال باشا وإعدام المثقفين
أحمد جمال باشا (1873 – 1922) قائد عسكري تركي ووزير لعدة وزارات. وكان عضواً بجمعية “الاتحاد والترقي” التي أطاحت بالسلطان عبد الحميد الثاني عام 1908، وشارك بالانقلاب العسكري الذي نفذه أعضاء الاتحاد والترقي على الحكومة العثمانية في عام 1913.
عُيّن والياً على سوريا وبلاد الشام عام 1915، خلال الحرب العالمية الأولى، خلفاً لـ “خلوصي بك”. وكانت الدولة العثمانية حينذاك في مواجهة شديدة البأس ضد دول التحالف.
أقدم الوالي الجديد على اعتقال مثقفين عرب في كل من بيروت ودمشق، بتهم “التخابر والتجسس لصالح بريطانيا وفرنسا”، ومحاولة الانقلاب والانفصال عن الدولة العثمانية. ونفذت أحكام الإعدام شنقاً بحقهم على دفعتين: واحدة في 21 آب 1915، وأخرى في 6 أيار 1916، في كلٍ من ساحة البرج في بيروت التي سميت “ساحة الشهداء”، وساحة “المرجة” في دمشق. عقب ذلك، حاز جمال باشا على لقب “السفاح”.
بعد أن شعرت الدولة العثمانية بأن وجود جمال باشا بات يشكّل عبئاً على حكمهم في الشام، وبأن الناس لم يعودوا يحتملوا قسوته وقمعه، وبعد أن شاهدوا نتائج بطشه الكارثية، استدعته الحكومة إلى إسطنبول عام 1917، وقررت استبداله بوالٍ آخر.
وفي عام 1922، أقدم شابان من الأرمن على اغتيال جمال باشا في مدينة “تبليسي”، على اعتبار أنه أحد من خططوا لما بات يعرف بـ “إبادة الأرمن”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية