جدول المحتويات
«نبض الخليج»
وقعّت الحكومة السورية، اليوم الخميس، مذكرة تفاهم مع تحالف دولي تقوده شركة “أوروباكون القابضة” القطرية، ويضم شركات متخصصة من تركيا وأمريكا وأوروبا.
ويشارك في التنفيذ شركات مثل “كاليون للطاقة” و”جنكيز للطاقة” التركية، بالإضافة إلى شركات أميركية وأوروبية تمتلك خبرات طويلة في الاستثمار الاستراتيجي وتشغيل مشاريع الطاقة.
يعد المشروع أكبر استثمار في تاريخ قطاع الكهرباء السوري، بقيمة إجمالية تصل إلى 7 مليارات دولار. يهدف إلى معالجة أزمة الكهرباء في سوريا وتحسين البنية التحتية من خلال زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية، وتحقيق تحول نوعي في شبكة الكهرباء الوطنية.
ما هي نماذج التنفيذ (BOO) و(BOT)؟
يعتمد تنفيذ المشروع على نموذجين عالميين حديثين؛ الأول هو نموذج البناء والتملك والتشغيل (BOO)، وفيه تتولى الشركات المنفذة تمويل وتصميم وبناء المحطات، وتشغيلها وامتلاكها لفترة محددة، بحيث تستعيد استثماراتها عبر بيع الكهرباء المنتجة طوال فترة الامتياز. بعد انتهاء الفترة، تظل المحطة مملوكة للشركة إلا إذا نُص في الاتفاقية على غير ذلك.
وأما نموذج البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT)، فينص على أن تقوم الشركة بتمويل وبناء وتشغيل المحطة لفترة زمنية محددة أيضاً، وبعدها تنتقل ملكية المحطة بشكل كامل إلى الدولة السورية، مزودة بالتقنيات اللازمة وكوادر محلية مؤهلة لإدارتها وتشغيلها.
ويتيح اعتماد نموذجَي (BOO) و(BOT) في تنفيذ المشروع إدخال أحدث التقنيات إلى السوق السورية، مع ضمان تدريب وتأهيل الكوادر المحلية. وبنهاية عقود الامتياز، تنتقل الخبرة والإدارة تدريجياً إلى الطرف السوري، ما يدعم الاستدامة ويؤسس لنقلة نوعية في قطاع الكهرباء الوطني.
المواقع والمواصفات التقنية
ويتكون المشروع من أربع محطات كهرباء غازية بنظام الدورة المركبة (CCGT) موزعة في مناطق دير الزور، محردة وزيزون في ريف حماة، وتريفاوي في ريف حمص. توفر هذه المحطات مجتمعة طاقة كهربائية تقدر بنحو أربعة آلاف ميغاواط.
تعتمد المحطات على تقنية الدورة المركبة التي تتيح استخدام الحرارة الناتجة عن احتراق الغاز لتشغيل توربين بخاري إضافي، ما يزيد من كفاءة استهلاك الوقود ويخفض الانبعاثات الضارة.
إضافة إلى ذلك، يشمل المشروع محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميغاواط، ستقام في وديان الربيع جنوب سوريا. تعتمد هذه المحطة على أحدث تقنيات الطاقة الشمسية وأنظمة التتبع الذكية، مما يرفع من كفاءة إنتاج الكهرباء، ويعزز دخول الطاقة المتجددة ضمن شبكة الكهرباء الوطنية.
وبحسب تصريحات وزير الطاقة السوري، من المتوقع أن تُنجز محطات الكهرباء الغازية خلال ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الاتفاقيات النهائية.
وأما محطة الطاقة الشمسية فمن المخطط أن تدخل الخدمة خلال أقل من سنتين. سيجري البدء بالتشغيل التجريبي فور الانتهاء من الأعمال الإنشائية والتجهيزات.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
عند اكتمال تنفيذ المشروع، ستغطي الطاقة المنتجة أكثر من نصف احتياجات سوريا من الكهرباء، ما يحد من أوقات التقنين والانقطاع المتكرر.
وسيتيح هذا التطور تحسين مستوى الخدمات الأساسية في القطاعات الصحية والتعليمية والصناعية والزراعية، كما سيساهم في توفير 300 ألف فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في الهندسة والبناء والصيانة.
تضمين محطة الطاقة الشمسية في المشروع يمثل تحولاً نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ما يقلل من استهلاك الوقود الأحفوري ويحقق وفراً اقتصادياً على المدى الطويل.
كما سيوفر المشروع قاعدة تقنية متطورة، تُمكّن سوريا مستقبلاً من الربط مع دول الجوار وتبادل الطاقة الكهربائية إقليمياً.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية