في زمنٍ تتسارع فيه خطى الحياة، وتتشابك فيه المصالح والنوايا، يبقى النقاء الداخليّ هو العلامة الفارقة بين القلوب.
فالإيمان العميق بأن الرزق مقسوم ومضمون، وأن الله لا ينسى من أحسن النية، هو أول أسرار الطمأنينة التي لا تُشترى بثمن.
كن على يقينٍ أن الأرزاق لا تُدرك فقط بالسعي، بل تُستجلب بقدر ما في القلب من صفاءٍ وطهارةٍ وصدقٍ.
فـ النوايا الطيبة تُبارك الخطوات، وتفتح الأبواب المغلقة، وتمنح صاحبها حظوة عند الخالق والخلق.
من ينشغل بنفسه، ويغضّ طرفه عن أرزاق غيره، يدرك أن العدل الإلهي لا يظلم أحدًا، وأن رزقك لن يأخذه سواك.
وما أجمل أن يُصبح همّك أن ترى الخير في غيرك، وأن تفرح لنجاحهم كما لو أنه نجاحك، فحينها تمطر السماء عليك من بركاتها بقدر ما تُمطر على قلبك من سكينة.
إنّ الخير يُمطرك عندما تتمنّى الخير لغيرك،
وحين تكون أعماقك طاهرة بيضاء،
تنهال عليك عطايا السماء بلا حساب.
فذلك هو سِرّ الأنقياء… أولئك الذين يُضيئون الدروب بصدقهم، فيكرمهم الله بما لم يخطر على بالهم.